مؤتمر ايباك ومواقف إدارة ترامب ..!

مؤتمر ايباك ومواقف إدارة ترامب ..!

  • مؤتمر ايباك ومواقف إدارة ترامب ..!

اخرى قبل 4 سنة

مؤتمر ايباك ومواقف إدارة ترامب ..!

بقلم د. عبدالرحيم جاموس

يتبارى ناطقوا إدارة الرئيس ترامب من نائبه بنس إلى وزير خارجيته بامبيو وسفيره فريدمان وكذا بقية قادة الحزب الجمهوري من أعضاء الكونغرس الأمريكي الذين تناوبوا على منصة الخطابة في مؤتمر الإيباك المنعقد مؤخرا في واشنطن وقد عبروا عن مدى عشقهم للكيان الصهيوني وافتتانهم به واستعراضهم لمدى التماثل بينه وبين الولايات المتحدة في المثل والقيم والمصالح وفي تحدي القيم الإنسانية ومحاربة السلم والأمن في فلسطين ومعاداة القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية بشأن الصراع العربي الإسرائيلي وإنكار حقوق الشعب الفلسطيني الثابته وغير القابلة للتصرف في وطنه، ومدى الدعم الذي قدمته إدارة الرئيس ترامب للكيان الصهيوني الذي تجاوز كافة الحدود بشكل غير مسبوق لم تُقدم عليه أيٍ من الإدارات الأمريكية السابقة، فقد بدأ الرئيس ترامب حملته الإنتخابية للفوز بدورة رئاسية ثانية من خلال هذا المؤتمر للإيباك للحفاظ على دعم هذا اللوبي الصهيوني اليميني والمتطرف له في الإنتخابات القادمة.

لقد قدم الوزير بامبيو كشف حساب وتقرير مفصل في كلمته أمام المؤتمر لما اتخذته إدارة الرئيس ترامب من مواقف داعمة للكيان الصهيوني ويمينه الحاكم فيه، من شرعنة لسياسات الإستيطان والضم والابارتايد التي يمارسها ويفرضها الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني وكما عبرت عن ذلك خطة ترامب للسلام والإزدهار (صفقة القرن) رغم تعارضها مع القانون الدولي والشرعية الدولية ومواقف مختلف دول العالم، التي تعارض وتدين الاستيطان وترفض سياسات الضم والميز العنصري التي يواصل الكيان الصهيوني انتهاجها ولا تحظى سوى بمباركة الرئيس ترامب وفريقه، بفجاجة مطلقة عبرت عنها مختلف خطابات ناطقي ترامب وفريقه أيضاً في إعتبار الكيان الصهيوني هبة للشرق الأوسط من أجل سيادة الأمن والسلام والإستقرار والتنمية فيه، وتحدثوا عن مدى تقبل دول الشرق الأوسط وبقية دول العالم له، طبعا بفضل الدعم الذي قدمه الرئيس ترامب وفريقه (لإسرائيل) والذي فاق كل تصور وفق ما ورد في كلمة بامبيو.

إن هذه الرغبات والمواقف الأمريكية الإسرائيلية ليست قدرا لا يمكن رفضه أو لا يمكن إحباطه، لم يدرك الرئيس ترامب وفريقه بعد أن الرفض الفلسطيني والعربي والدولي لتلك الرغبات والمواقف والاملاءات التي إتخذتها إدارته قد بدأ يؤتي نتائجه .. من خلال المقاومة الشعبية الفلسطينية المتصاعدة التي أخذت بالتصدي الفعال لسياسات الضم والاستيطان والرفض لها والثبات والصمود الذي يسجله الشعب الفلسطيني وقيادته في رفض كل الاجراءات والسياسات الهادفة إلى تقزيم أهدافه الوطنية المشروعة، والتي لن يحول حائل دون تطويرها إلى إنتفاضة شعبية ضد التوسع والإستيطان والضم، وإفقاد الإحتلال زمام المبادرة، وتحويل سياساته هذه إلى حبل يلتف حول عنقه، ويفاقم من أزماته، إن هيمنة اليمين على مجتمع الإستيطان الإسرائيلي كما أثبتتها نتائج إنتخاباته، تؤكد عمق أزمته الحضارية التي ستبقي منه جسماً مرفوضاً ليس فلسطينياً وعربياً فقط وإنما دولياً أيضاً، وهذا الصعود لليمين الفاشي الصهيوني يذكرنا والعالم أجمع بصعود الفاشية والنازية التي قادت العالم إلى الحرب العالمية الثانية، فالشرق الأوسط لن يكون آمناً ومستقراً إلا بتحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وهذا لا يتأتى إلا بزوال الإستيطان والإحتلال.

رغم كل ذلك سيستمر الشعب الفلسطيني في النضال وتحقيق الإنتصارات الجزئية اليومية المتراكمة في الساحة الدولية وعلى صعيد المواجهة المباشرة مع الإحتلال وتمثل خطوات هامة على طريق الانتصار وتحقيق أهدافه المشروعة.

التعليقات على خبر: مؤتمر ايباك ومواقف إدارة ترامب ..!

حمل التطبيق الأن